ما هو المؤتمر الدولي؟
المؤتمر الدولي منتدى عالمي فريد يجمع بين الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف لعام 1949 ومكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وهي الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر البالغ عددها 190 جمعية والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر ذات المهمة الإنسانية الخاصة المسندة إليها بموجب اتفاقيات جنيف. ويتيح المؤتمر إيجاد منتدى غير سياسي للحوار بشأن القضايا الإنسانية.
ويُعدّ المؤتمر الدولي، وفقاً لما ينصّ عليه النظام الأساسي للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، “أعلى سلطة للتشاور في الحركة”، وهو المحفل الذي تسعى فيه الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف إلى الاضطلاع بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها بموجب الاتفاقيات وإلى دعم عمل الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وينصّ النظام الأساسي للحركة الدولية أيضاً على ما يلي: “يسهم المؤتمر الدولي في تأمين وحدة الحركة وتحقيق مهمتها، مع الاحترام الكامل للمبادئ الأساسية [و] يسهم المؤتمر الدولي في احترام وتطوير القانون الدولي الإنساني …” (المادة 10 من النظام الأساسي للحركة الدولية).
كيف يعمل المؤتمر الدولي؟
ينعقد المؤتمر الدولي عادةً كل أربع سنوات. ويتخذ المؤتمر قراراته بتوافق الآراء أو عن طريق التصويت، ويكون لكل عضو من أعضائه صوت واحد فقط (أيْ يكون لكل دولة ولكل مكوّن من مكوّنات الحركة الدولية صوت واحد فقط). وتُعتمد قرارات المؤتمر الدولي في واقع الأمر بتوافق الآراء بوجه عام، إذ يشجّع النظام الأساسي على ذلك. ويساعد الحوار المتواصل والمشاورات المتواصلة مع أعضاء المؤتمر وفيما بينهم على ضمان التوصل إلى نتائج إيجابية بتوافق الآراء من أجل إحراز التقدّم المنشود على صعيد تحقيق أهداف إنسانية معيّنة.
ويجري تسيير أعمال المؤتمر الدولي وفقاً للمبادئ الأساسية السبعة للحركة الدولية، وهي مبدأ الإنسانية ومبدأ عدم التحيّز ومبدأ الحياد ومبدأ الاستقلال ومبدأ الخدمة التطوعية ومبدأ الوحدة ومبدأ العالمية. ويجب على جميع المشاركين في المؤتمر احترام المبادئ الأساسية، ويجب أن تكون محتويات كل الوثائق المقدمة إلى المؤتمر متوافقة مع المبادئ الأساسية، ويجب أن تخلو المباحثات والمناقشات كلها من المجادلات السياسية أو العرقية أو الدينية أو الأيديولوجية.
ويجتمع مجلسُ المندوبين، الذي يضمّ كل مكونات الحركة الدولية، قُبيل انعقاد المؤتمر الدولي، فيعتمد جدول الأعمال المؤقت للمؤتمر ويقترح عليه مرشحين لشغل مناصب المسؤولين عن تسيير أعمال المؤتمر لكي يقوم أعضاء المؤتمر بانتخاب أولئك المسؤولين.
أعضاء المؤتمر الدولي
الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر
الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر هي أكبر شبكة إنسانية في العالم. وتتمثّل مهمتها في التخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية وحماية أرواح الناس والمحافظة على صحتهم وصون كرامة الإنسان في جميع الأحوال والأوقات، ولا سيمّا أثناء النزاعات المسلحة وحالات الطوارئ الأخرى. وهي حاضرة في جميع البلدان، وتحظى بدعم الملايين من المتطوعين.
وتتألف الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر من المكونات التالية:
تحظى الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر البالغ عددها 190 جمعية بالاعتراف الرسمي وتعمل بصفتها هيئات مساعدة للسلطات المحلية لبلدانها في ميدان العمل الإنساني. وتقدّم هذه الجمعيات الوطنية مجموعة من الخدمات المختلفة التي تضمّ الإغاثة إبّان الكوارث والبرامج الصحية والاجتماعية. وتقوم الجمعيات الوطنية في زمن الحرب بمساعدة السكان المدنيين ودعم الخدمات والمرافق الطبية التابعة للقوات المسلحة.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر منظمة مستقلة ومحايدة وغير متحيّزة تضطلع بمهمة إنسانية خالصة تتمثّل في حماية أرواح ضحايا النزاعات المسلحة وحالات العنف الأخرى وصون كرامتهم ومدّ يد العون لهم.
وتسعى اللجنة الدولية أيضاً إلى درء المعاناة عن طريق نشر وتعزيز القانون الدولي الإنساني والمبادئ الإنسانية العالمية.
وقد أُنشئت اللجنة الدولية في عام 1863، فأفضى إنشاؤها إلى اعتماد اتفاقيات جنيف وإنشاء الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر. وتتولى اللجنة الدولية توجيه وتنسيق الأنشطة الدولية التي تضطلع بها الحركة الدولية أثناء النزاعات المسلحة وحالات العنف الأخرى.
أُنشئ الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في عام 1919. وهو منظمة قائمة على العضوية أنشأتها الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر. ويضم الاتحاد الدولي جميع الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر المعترف بها. ويتمثّل الهدف العام للاتحاد الدولي في العمل في جميع الأحوال والأوقات على تحفيز وتشجيع وتيسير وتعزيز كل أشكال الأنشطة الإنسانية التي تضطلع بها الجمعيات الوطنية من أجل درء المعاناة الإنسانية والتخفيف من وطأتها في حال تعذّر تفاديها، والمساهمة بالتالي في صون وتعزيز الكرامة الإنسانية والسلام في جميع أرجاء العالم. وتتمثّل الأهداف الاستراتيجية للاتحاد الدولي فيما يلي: إنقاذ الأرواح، وصون سُبل العيش، وتعزيز القدرة على التعافي من الكوارث والأزمات، وتمكين الناس من العيش في أجواء صحية وآمنة، وتعزيز الإدماج الاجتماعي، ونشر ثقافة السلام ونبذ العنف.
الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف
تتولى سويسرا، بصفتها الدولة التي أُودعت لديها اتفاقيات جنيف لعام 1949 وبروتوكولاتها الإضافية، حفظ قائمة الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف.
وتحتل اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها مكان الصدارة في القانون الدولي الإنساني الذي يتألف من مجموعة من نصوص القانون الدولي التي تنظّم كيفية تسيير أطراف النزاعات المسلحة للعمليات القتالية وترمي إلى الحدّ من عواقب النزاعات المسلحة. وتحمي البروتوكولات بالتحديد الأشخاص الذين لا يشاركون في العمليات القتالية (المدنيون، والعاملون في مجال الرعاية الصحية وفي مجال تقديم المساعدات الإنسانية)، وكذلك الأشخاص الذين كفّوا عن المشاركة في العمليات القتالية كالجنود الجرحى والمرضى والغرقى وأسرى الحرب. وتدعو اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها إلى اتخاذ التدابير اللازمة لتفادي كل الانتهاكات المحتملة أو لوضع حدّ لها في حال ارتكابها. وتشتمل اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها على قواعد صارمة للتصدي لما يُعرف باسم “الانتهاكات الجسيمة”. ويجب البحث عن المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة ومحاكمتهم أو ترحيلهم إلى الدولة التي ارتُكبت الانتهاكات على أراضيها وتسليمهم للسلطات القضائية المختصة في تلك الدولة أيّاً كانت الجنسية التي يحملونها.
التنظيم
تضطلع اللجنة الدائمة للصليب الأحمر والهلال الأحمر بدور الوصيّ على شؤون المؤتمر الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر خلال الفترات الفاصلة بين دوراته. وتشترك اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في تنظيم المؤتمر الدولي.
وتُعيِّن الحكومة السويسرية مفوّضاً للمؤتمر الدولي، ويكون هذا المفوّض رهن إشارة اللجنة الدائمة للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وكذلك رهن إشارة الجهتين المنظّمتين للمؤتمر الدولي وهما اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، من أجل المساعدة على الاضطلاع بعمليات التحضير والإعداد لعقد المؤتمر الدولي. ويساهم مفوّض المؤتمر الدولي على وجه الخصوص في الجوانب ذات الطابع السياسي أو الاستراتيجي.